69 SAR
هذا الكتاب ترجمة وافية للعلَّامة السيد محمدٍ المنتصر الكتَّاني رحمه الله تعالى، ذلك العَلَم المحدِّث، الجامع بين الحقيقة والشريعة، الذي نذر حياته في سبيل العلم والدَّعوة إلى الله تعالى، وترسيخ الثَّقافة الإسلاميَّة في نفوس أبنائها، وخدمة مصادرها، وكانت له جهود بارزة وأدوار كبيرة في مجال العلم والفقه، والفكر والثقافة، ودراسة أحوال الأمَّة الإسلاميَّة، ومحاولة النُّهوض بها حتَّى تتجاوز كبواتها.
وهو أحد الأعمال القيِّمة التي أُقيمت حول شخصيَّته، يكشف عن حياته من جهةٍ، وعن جهوده في خدمة الفكر الإسلاميِّ من جهةٍ أخرى.
وقد جُعِلَتْ موضوعاتُ هذا الكتاب في أربعة فصول:
أمَّا الأوَّل.. فتناول الحديث عن العصر الذي عاش فيه، والأحوال السِّياسيَّة، والاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة، والعلميَّة، والثقافيَّة التي كانَتْ سائدةً، وكذلك الحديث عن نَسَبِه ورحلاتِه، وشيوخِه وتلاميذِه ومصنَّفاتِه، وما إلى ذلك.
وأمَّا الثَّاني.. فتناول جهود العلَّامة الكتاني في خدمة مصادر الثَّقافة الإسلاميَّة؛ من تفسير القرآن، والسُّنَّة النَّبويَّة، والعقيدة الإسلاميَّة، والفقه وأصوله، والسِّيرة النَّبويَّة والتَّاريخ.
وأمَّا الثَّالث.. فتناول جهوده في الدِّفاع عن الإسلام في مواجهتِه للاستشراق، والاستعمار، والتنصير.
وخُصِّصَ الفصل الرَّابع للحديث عن منهج الشيخ في خدمته للثقافة الإسلاميَّة؛ مِن حيث معالمه، ووسائله، وأساليبه، واختُتم بذكر ما يُستفاد من هذه الدِّراسة القيِّمة.
ويعدُّ هذا البحث من البحوث الضروريَّة التي تدعم التَّواصل بين الشرق والمغرب الإسلاميِّ؛ لأنَّ العلَّامة المنتصر الكتاني كان ممن تفنَّن وأجاد التنقُّل بينهما حتَّى عُدَّ مِن أفراد علماء المغرب المفكِّرين، إضافة إلى حصوله على مقعدٍ بين العلماء المشارقة من المحدِّثين في مكَّة المكرَّمة والمدينة المنوَّرة.
والله تعالى المسؤول أن يتقبَّل هذا الكتاب وينفع به؛ إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه.
والحمد لله رب العالمين