40 SAR
لقد جمع المؤلف في هذا الكتاب معظم المسائل التي خالف فيها ابن حزم جمهور الفقهاء، وترك المسائل التي لا يترتب على ذكرها كبير فائدة لعدم الحاجة إليها. وأخذ آراء ابن حزم من كتبه هو، ولم يعتمد على ما نقله عنه غيره في تلك المسائل، وجعل كتابه «المحلى» الأساس في آرائه الفقهية، كما جعل كتابه: «الإحكام في أصول الأحكام» الأساس في مسائل أصول الفقه، وأما ما يتعلق بآرائه في مسائل الاعتقاد فقد اعتمد على كتابه المشهور الموسوم بـ «الفصل في الملل والأهواء والنحل».
وذكر في هذا الكتاب المسائل التي خالف فيها ابن حزم الأئمة الأربعة أو ثلاثة منهم، وإن وافق رأيه رأي واحد منهم، كما ذكر آراء الأئمة الآخرين من أصحاب المذاهب المنقرضة وغيرهم وحرص كل الحرص على ذكر أدلة كل فريق بعيداً عن التعصب، وعلى نسبة الأقوال لأصحابها دون تحريف، وذلك بغية الوصول إلى الحق وحرصاً على أداء أمانة العلم الذي ألزم الله به العلماء عندما قال جل شأنه: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} [[آل عمران: 187]].
منقول
