إن رسالة "العقيدة الواسطيَّة"؛ لشيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله، كانت - على صغر حجمها وإيجازها - عظيمةَ النفع جليلةَ الفائدة؛ فقد ذكر فيها مذهب السَّلَف الصالح في العقيدة، سليمةً من شوائب البدع وآراء أهل الكلام المُضلَّة.
ولقد لقِيَت هذه الرسالة قَبولًا حسنًا وذيوعًا من حين ألَّفها مؤلِّفها، تغمَّده الله برحمته، إلى يومنا هذا، وكانت بحاجة إلى شرح يوضِّح مقاصدها، ويَبسط موجزها، من غير إسهاب مُمِل، أو اختصار مُخِل.
وحيث لم ير المؤلف من قام بذلك، فقد سعى لتأليف شرح جمع فيه طائفةً من النُّقول عن علماء السنة الأعلام، وأفاضل العلماء، ولا سيَّما شيخ الإسلام (المؤلِّف) وتلميذه العلامة ابن القيِّم، وشارح "الطحاويَّة" رحمهم الله.