البدر السافر لهداية المسافر إلى فكاك الأسارى من يد العدو الكافر

65 SAR

عنوان الكتاب : البدر السافر لهداية المسافر إلى فكاك الأسارى من يد العدو الكافر

المؤلف : محمد بن عثمان المكناسي (ت 1213 هـ)

حررها وقدمت لها : د. مليكة الزاهدي

الطبعة : الأولى 2013 م

عدد الأجزاء : 1

عدد الصفحات : 344

الناشر : المؤسسة العربية للدراسات والنشر

 

تعتبر سفارة ابن عثمان إلى جزيرة مالطة ومملكة نابولي، التي يضم هذا الكتاب نصها، نموذجاً للعلاقات الدبلوماسية التي ربطت المغرب بأوربا في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، ولا شك أن التعرف ولو بإيجاز على الوضع العام بحوض المتوسط وأوربا عامة، طيلة القرن الثامن عشر، وكذلك الوقوف عند بعض مميزات السياسة الخارجية لسيدي محمد بن عبد الله تجاه أوربا قد يسمحان باستجلاء الظرفية التاريخية التي تمت فيها السفارة.

ظلت هذه الرحلة مخطوطة إلى أن أقدمت المحققة د. مليكة الزاهدي على تحقيقها والتقديم لها بهذه الدراسة. ومن خصوصيات هذه الرحلة أنها كانت آخر ما كتبه سفير مغربي حول المجتمع الأوربي في أواخر القرن الثامن عشر. وبعدها شهد القرن التاسع عشر كتابة المزيد من نصوص "الرحلات السفارية" بأقلام ثلة من رجال المخزن الذين توجهوا إلى أوربا في مهام محددة بعد هزيمتي إسلي وتطوان المشهورتين في التاريخ المغربي. وقد سجلت الباحثة المحققة في دراستها للنص اختلافا نوعياً في مواقف هذه النخبة حيث انعكس وقع الهزيمة بشكل واضح على خطابها.

 وقد استحقت الباحثة عن هذا التحقيق والدراسة القيمة التي قدمتها للنص بامتياز جائزة ابن بطوطة- فرع الرحلة الكلاسيكية.

تقول محققة هذا الكتاب د. مليكة الزاهدي: "كلما قرأت البدر السافر أتحول إلى طرف مرافق لابن عثمان في رحلته، فكأن عقداً أُبرم بيني وبينه يجرني إلى المشاركة الوجدانية التي يتحقق معها الإمتاع والمؤانسة. فقد امتطى السفير/ الرّحالة العربة (كدش) مراراً وتجول في أزقة قادس ونابولي وبلرم، وسجل مشاهداته في الأماكن التي مر بها وانطباعاته حول الأشخاص الذين التقاهم ووصف عادات وتقاليد المجتمع الأوربي المختلف". وفي إذافة مهمة تقول: وكلما حاولت أن أفهم كيف انعكست هذه المشاهدات على المشاعر الداخلية لابن عثمان تنكشف لي تلك "الأنا" المغربية المسلمة، فهو كما يصف نفسه "عنوان للإسلام والمسلمين" مقبل على أناس يختلفون عنه لوناً وجنساً ولساناً على حدّ تعبيره. ومع ذلك سافر إليهم في وقت كان فيه السفر خارج دار الإسلام نادراً، ثم تحاوَرَ معهم بحسب ما رآه مناسباً لحالته كمبعوث سلطاني.

بتحقيق هذا الكتاب وإصداره نكون قد وضعنا بين يدي القارئ "رحلة" تسمح له بالتعرف على بعض جوانب الفكر المغربي خلال القرن الثامن عشر كجزء من الفكر العربي الإسلامي؛ إننا اليوم في أمس الحاجة لهذا الفكر للإجابة، ولو جزئياً، على بعض تساؤلات الحاضر. فبعد الأحداث التي شهدها العالم مع بداية الألفية الثالثة تعمّقت هموم العرب والمسلمين وأصبح السؤال يطرح بإلحاح، في أوساط المفكرين والمثقفين حول طبيعة العلاقات التي تربط المسلمين (الإسلام) بالغرب المسيحي؟ وغالباً ما تتم مقاربة هذا السؤال تحت شعار "حوار الحضارات" حسب البعض منهم أو "صراع الحضارات" حسب البعض الآخر، لكن هذا الحوار/ الصراع لن تتضح معالمه إلاّ بالرجوع لبعض الفترات التاريخية من عمر الأمة العربية والإسلامية، حيث سمح السفر والتّرحال "للذات" المسلمة بأن تكتشف "الآخر" الأوربي المسيحي؛ ولعلَّ المغاربة معنيون أكثر بهذا القول بحكم الموقع الاستراتيجي للمغرب الذي لا يفصله عن البر الأوربي سوى بضع كيلومترات بحرية، فتفاعل عبر تاريخه مع أوربا بأشكال مختلفة من التواصل، تخلّلتها فترات مواجهة وفترات مهادنة؛ وهكذا شكل القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر زمناً تضافرت فيه مجموعة من الظروف السياسية، المغربية والدولية، دفعت المغرب إلى الانفتاح على الفضاء الأوربي طوعاً (حالة القرن الثامن عشر)، أو مُكرهاً (ما بعد هزيمتي إسلي وتطوان)، فسافر العديد من رجال المخزن المغربي إلى أوربا ووقفوا عن كثب على حضارتها بسلبياتها وإيجابياتها، وسجلوا انطباعاتهم ومواقفهم منها بأرقى أساليب التعبير في "رحلاتهم السافرية" التي أغنوا بها المكتبة المغربية ومعها المكتبة العربية. 

المتبقي 4
  • 65 SAR
إضافة للسلة

منتجات قد تعجبك