لكل مُسمّىً من اسمه نصيب، وهذا الكتاب ذريعةٌ - أي: وسيلة وسبب - إلى مكارم الشريعة؛ فقد ألفه الإمام الحكيم أبو القاسم الراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى؛ ليُبيِّن أمرين اثنين عزيزين:
أولهما: كيف يصل الإنسان إلى منزلة العبودية التي جعلها الله تعالى شرفاً للأتقياء، وثانيهما: كيف يترقَّى من المنزلة الأولى - إذا وصلها - إلى منزلة الخلافة التي جعلها الله تعالى شرفاً للصِّدِّيقين والشهداء.
والمكارم كما عرَّفها: اسم لما لا يُتحاشى من أن يوصف به الباري تعالى من الصفات؛ كالحكمة والجود والحلم والعفو وإن كان وصفه تعالى بذلك على نحوٍ أشرفَ مما يوصف به عباده.
فبالجمعِ بين أحكام الشرع ومكارمه عِلماً، وإبرازِهما عملاً.. يكتسب الإنسان العلا، وتتم له التقوى، ويبلغ جنة المأوى.
وأعظم الأشياء قدراً ما أقام به المرء أمر دينه ودنياه، وأصلح به حال آخرته وأُولاه، وفي هذا الكتاب أسباب تثبيت أسس الآداب، وأسباب إكمال المروءة، ومن جليل قدره أن الإمام حجة الإسلام الغزالي رحمه الله تعالى كان يستصحبه ويستحسنه لنفاسته.
والكتاب مشتمل على مقدمة وسبعة فصول:
فالفصل الأول: في أحوال الإنسان (ماهيته وكيفية تركيبه)، وقواه (الباطنة والظاهرة)، وفضيلته على سائر الحيوانات، وأخلاقه.
والفصل الثاني: في العقل والعلم والنطق، وما يتعلق بها، وما يضادها.
والفصل الثالث: فيما يتعلق بالقوة الشهوانية.
والفصل الرابع: فيما يتعلق بالقوة الغضبية.
والفصل الخامس: في العدل والظلم، والمحبة والبغض.
والفصل السادس: فيما يتعلق بالصناعات، والمكاسب، والإتقان، والجود، والبخل.
والفصل السابع: في ذكر الأفعال.